يعرض المدرس على شاشة الحاسب الآلي صورة شخص يلقي كلمة في جمع من الناس.
افترض أنك في مكان هذا الشخص وأعطاك معلمك كلمة تلقيها في هذا الجمع (وفي حالة عدم وجود الحاسب الآلي كوسيلة للإيضاح يستخدم المدرس هذا المثال): افترض أن دولتك ستقيم حفلة بمناسبة زيارة ملك ما، وأعطاك معلمك خطابًا تلقيه بمناسبة ذلك, ما خطواتك؟ 1ـ أولًا أقوم بقراءة الخطاب ثم أُشكل حروفه حتى لا أخطئ فأرفع المفعول به وأنصب الفاعل. 2ـ ثم أتدرب عليه حتى أتمكن من حسن أدائه وإلقائه. 3ـ أُسمعه لمعلمي؛ فإن كان راضيًا بأدائي وحسن إلقائي, ألقي كلمتي في الحفلة.
ج: اتبعت كل تلك الخطوات خوفًا من الوقوع في الخطأ فيعاب عليّ أني أخطئ في الإعراب، أو لا أنطق الكلمة كما يجب نطقها في هذا الجمع الهائل.
ج: أخاف من معلمي الذي وثق بي، وأخشى من الآخرين أن يعيبوا علي سوء أدائي وبالأخص زملائي. ـ كل ذلك والكلمة من إعداد بشر مثل معلمك، وتلقيها أمام بشر مثل ذلك الملك والآخرين، وتخاف من بشر مثل معلمك وتخشى من بشر (الآخرين وزملائك) فكيف بكلام ملك الملوك وخالق الكون والبشر ألا تخاف منه وأنت تقرأ بين يديه؟ ألا تخجل إذا أخطأت في كلامه؟ ـ حاشا لله أن أكون كذلك، فكتاب الله أحرى بنا في أن نتحرى الخطأ من الصحيح لنتجنب الخطأ ونتدرب على النطق الصحيح في القرآن الكريم. العرض: اعلم أيها الطالب أن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن بالتجويد وقال: ﴿ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32] أي أنزلناه بالترتيل وهو التجويد وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة وإجماع الأمة وأن الخطأ فيه حرام، قال الله تعالى: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ﴾ [الزمر: 28] فينبغي لك أيها الطالب أن تعرف ما هو الخطأ في كيفية قراءة القرآن وأنواعه وأسبابه لتتجنبه.
ج: يسمى الخطأ في القرآن لحنًا (واللحن يعرف ليُجتنب).
ج: اللحن لغة: هو من لَحَن لَحْنًا ولُحُونًا ولحانة ولحانية في الكلام، وفي القراءة أي أخطأ في الإعراب، وخالف وجه الصواب فيه, فاللحن هو الميل عن الصواب.
ج: اللحن في القراءة ما هو إلا ميل عن الصواب، أي ميل عن الطريق المستقيم كالخطأ في الإعراب والبناء، فيميل عن رفع المضموم وفتح المنصوب وهو الصواب إلى رفع المنصوب وفتح المضموم وهو الخطأ أي ميلان وتماوج عن الطريق الصحيح. والألحان الموسيقية (في النوتات) أيضًا بها تماوج وميلان عن الطريق المستقيم بخفض الصوت تارة ورفعه تارة أخرى, مع ملاحظة أن الموسيقى بأكملها خطأ لأنها تصرفنا عن ذكر الله. إنما أردت فقط إيجاد علاقة بين تسمية كل منهما لحنًا.
ج: هو الخطأ والميل عن الصواب في كتاب الله.
ج: كنت أخشى من الخطأ في الإعراب برفع المنصوب وفتح المضموم، وكنت أخشى أيضًا في دقائق الأمور بعدم رفع صوتي عند التأثر، وعدم رفعه عند الغضب، وعدم أداء الاستفهام والتعجب والإنكار، أو أنطق الحروف نطقًا خاطئًا، أي أن لا أحسن فنَّ الخطابة.
ج: أكثرالناس الذين في الحفلة سواء الزملاء أو كبار رجالات الدولة.
ج: في الحقيقة أخشى في الأمور الدقيقة مدرِّس اللغة العربية أو المهتمين بالنحو واللغة أي المتخصصين في فن الخطابة. إذن مقالك قد يتضمن لحونًا جلية، أي ظاهرة واضحة لجميع الناس ولحونًا خفية أي غير واضحة إلا لذوي الاختصاص.
ج: انقسم اللحن في مقالي إلى قسمين: لحن جلي، ولحن خفي. اللحن في كتاب الله كذلك ينقسم إلى قسمين([36]): 1ـ لحن جلي 2ـ لحن خفي
ج: هو الخطأ الذي يطرأ على الألفاظ فيخل بالقراءة سواء أخلَّ بالمعنى أو لم يخلّ به.
ج: سمي جليًّا لأنه يخل إخلالًا ظاهرًا يشترك في معرفته علماء القراءة وغيرهم. (يدون المدرس كلمات توضح أنواع اللحن وأسبابه أو تظهر الكلمات على شاشة الحاسب الآلي إن كان يستخدمه المدرس كوسيلة للإيضاح).
ج: يعتبر ذلك لحنًا جليًا لأننا أبدلنا الظاء ذالًا بترك إطباقها واستعلائها, فبذلك تغير المعنى (محظورًا أي ممنوعًا) إلى (محذورًا من الحذر).
ج: يعتبر ذلك لحنًا جليًّا لأننا أبدلنا حركة بحركة أخرى، الفتح بالضم أو الكسر فتغيرت صيغة الآية من التاء المفتوحة التي يكنى بها للمخاطب إلى التاء المضمومة التي يكنى بها للفاعل أو إلى التاء المكسورة التي يكنى بها للمخاطب المؤنث وتغير بذلك المعنى وهذا لا يجوز في كتاب الله.
ج: يعتبر ذلك لحنًا جليًّا لأننا قد أبدلنا حركة بحركة أخرى أبدلنا الضمة في التاء وكانت التاء يكنى بها للفاعل إلى فتحة وتحولت إلى تاء يكنى بها للمخاطب وإلى الكسرة التي في التاء التي يكنى بها للمخاطب المؤنث وبذلك تغير المعنى وهذا لا يجوز في كتاب الله.
ج: يعتبر ذلك لحنًا جليًّا لأننا أسقطنا حرفًا أو أضفنا حرفًا وهذا لا يجوز في كتاب الله وإن كان لا يغير المعنى.
. ج: يعتبر ذلك لحنًا جليًّا لأننا أبدلنا السكون بالحركة والحركة بالسكون وهذا لا يجوز في كتاب الله وإن كان لا يغير المعنى.
ج: يعتبر ذلك لحنًا جليًّا لأننا أبدلنا الشدة بالسكون وبذلك أسقطنا حرفًا من التلاوة لأن الحرف المشدد حرفان لفظًا لا خطًّا، وفي تشديد الساكن كأننا أضفنا حرفًا وهذا لا يجوز في كتاب الله .
ج: تعتبر مثل هذه الأخطاء التي وردت من اللحون الجلية إذا لم ترد في رواية أو قراءة من القراءات, مثلًا ﴿ بَسْطَةً ﴾ تقرأ بالسين وتقرأ بالصاد في قراءة أخرى فيجوز القراءة بها مع عدم خلط القراءات ببعضها في آن واحد، لأنها هكذا وصلت إلينا من الرسول ﷺ, وأخذها منه الصحابة والتابعون والقراء متواترًا, فإن كنت تقرأ برواية حفص عن عاصم تقرأها بالسين من طريق الشاطبية وإن قرأتها بالصاد، فلا يعتبر لحنًا جليًّا لأنه ورد في قراءة أخرى, بل يعتبر لحنًا خفيًّا.
ج: هو الخطأ الذي يطرأ على اللفظ فيخل بالعرف أي بحسن اللفظ ورونقه دون المعنى.
ج: سمي خفيًّا لمعرفة ذوي الاختصاص في ذلك المجال به[37] .
ج: يعتبر لحنًا لأننا مددنا الألف حركتين بدلًا من 4 أو 5 إذا كنا نقرأ برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، ولكنه لحن خفي إذ جاز له القصر من طريق طيبة النشر، وكل هذه الأمور لا يعرفها إلا المتخصصون من أهل هذا الفن دون سواهم.
ج: يعتبر لحنًا خفيًّا إذْ أدغمه خلف عن حمزة بغير غنة, ومعنى ذلك أنه ورد في قراءة أخرى بغير غنة، وهذا لا يعرفه إلا المتخصصون من أهل هذا الفن.
ج: يعتبر لحنًا لأننا لم ندغم الباء في الميم كما ورد في رواية حفص عن عاصم ولكنه لحن خفي لوروده في طريق أخرى عن حفص بالإظهار وعدم الإدغام وكل تلك الأمور لا يعرفها إلا المتخصصون من أهل هذا الفن([38]).
ج: حكم اللحن الجلي حرام يأثم القارئ بفعله إذا تعمده([39]).
ج: حكم اللحن الخفي معيب ومكروه عند أهل هذا الفن([40]).