تظهر على شاشة الحاسب الآلي صورة صرح (بناء) ضخم تسنده أعمدة وأساسات.
1 ـ انظر إلى الصرح البنائي الضخم الذي يظهر على شاشة الحاسب الآلي.
ج: يعتمد هذا الصرح على أعمدة وأساسات.
ج: يقع الصرح ما لم تكن تلك الأعمدة والأساسات القوية تسنده. مثال آخر:
ج: رجلاي اللتان وهبني الله تجعلانني أقف وأمشي.
ج: لا أستطيع ذلك لأن الله جعل لكل عضو عملًا خاصًّا به فجعل للأطراف عملًا وللحواس عملًا وللعقل عملًا وللقلب عملًا وهكذا.
ج: تختل الطبيعة البشرية للحصول على احتياجاتها وأداء واجباتها, مثلًا إذا فقدنا الرجلين لا نستطيع الوقوف والسير, وإذا فقدنا اليدين لا نستطيع أداء كثير من المهام, ولو فقدنا السمع والبصر..... هكذا. (لا تنس أن تشكر الله دومًا على هذه النعم وغيرها التي قد تعودنا عليها وأفقدنا ذلك التعوُّد الشعور بأهميتها فلا يشعر بها إلا من حرم منها) مثال آخر:
ج: المنضدة تقف وتستند على أرجلها وقواعدها.
ج: المنضدة تقع لو اختلت إحدى أرجلها أو قاعدة من قواعدها.
ج: فهمت من هذه الأمثلة أن لكل شيء أو جسم قواعد وأركانًا يستند عليها لو اختل ركن من أركانه وقع وتهاوى, لذلك لا بد من اكتمال الأركان والأعمدة كما لاحظنا سقوط الصرح البنائي عند اختلال إحدى قواعده وسقوط المنضدة عند اختلال إحدى أرجلها, وكذلك اختلال توازن الإنسان عند اختلال أحد أعضائه. تظهر على شاشة الحاسب الآلي كلمة (التجويد). تستند على أربعة أركان هي:
1ـ معرفة مخارج الحروف مفردة ومركبة.
2ـ معرفة صفات الحروف مفردة ومركبة.
3ـ الأخذ من أفواه المشايخ.
4ـ رياضة اللسان بكثرة التكرار.
على المدرس أن يربط الأمثلة السابقة بعلم التجويد وأركانه حتى يستنتج التلاميذ أركان التجويد وأهميتها. التوضيح: إن التجويد له أركان لا بد من اكتمالها واجتماعها كما سقط الصرح البنائي من غير أعمدة واختل توازن الإنسان باختلال أحد أعضائه وسقطت المنضدة باختلال إحدى أرجلها, فالتجويد لا يؤدي النتيجة المطلوبة إلا باجتماع أركانه.
ج: مخارج الحروف بمنزلة الوزن والمقدار للحرف فببيان مخرج الحرف تعرف كميته أي مقداره, فلا يزاد فيه ولا ينقص منه, وإلا كان لحنًا بتغير المعنى.
ج: صفات الحروف بمنزلة المحك والمعيار للحرف حيث تكون بمثابة الناقد فنستطيع أن نميز بها الجيد من الرديء, ونفرق بين القوي والضعيف, وبها نعرف ماهية الحروف المركبة وما يحدث لها بسبب المجاورة, وتساعدنا على التمييز بين الحروف المتحدة المخرج مما يساعد ذلك على تحسين لفظنا في القرآن الكريم الذي هو غايتنا.
ج: الأخـــذ من أفواه المشايخ ركـن مهم من تلك الأركان فالإنسان لا يستطيع أن يتعرف على مخارج الحروف وصفاتها من الكتب والمراجع ويعتمد عليها فقط في القراءة؛ لأنه بذلك قد يصيب ويخطئ وهو لا يدري، فهناك أمور لا تتضح إلا بالمشافهة والتلقي.
ج: هذا ركن لا يقل أهمية عن الأركان السابقة، فإذا أخذت وتلقيت من الشيخ ولم تردد وتكرر وتروض لسانك وتدربه على النطق الصحيح كأنك سمعت القول ولم تتبعه.لذلك لا يمكن الاعتماد على ركن دون الآخر، فلا بد من اجتماعها واكتمالها ليؤدي كل ركن دوره على الصورة الصحيحة لنصل إلى النتيجة المطلوبة وهي الحصول على حقيقة التجويد والإتقان.