يدون المدرس إجابات التلاميذ على السبورة مع رسمة توضيحية للشفتين ليوزع عليها مخارج الحروف أو تظهر صورة الشفتين على شاشة الحاسب الألي.
ج: للشفتين مخرجان:
بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا ويخرج منه حرف الفاء: أي تخرج الفاء باصطدام أمرين: أطراف الثنايا العليا ببطن الشفة السفلى (بطنها هو الجزء الذي لا يرى عندما يغلق المرء فمه واللسان قابع في الفم لا عمل له). (شكل 41).
الشفتان ويخرج منهما: حرف الباء ـ الميم ـ الواو . الباء : تخرج بانطباق وقرع الشفتين من الداخل أي إحدى الشفتين بالأخرى من الداخل، ولذلك سمى حرفًا بحريًّا لأن الشفتين من الداخل مبلولتان واللسان لا عمل له في مخرج الباء (شكل 42).الميم: تخرج بانطباق الشفتين من الخارج ولذلك سمي حرفًا بريا لأن الشفتين من الخارج جافتان وصوت يخرج من التجويف الأنفي: أي المخرج من الشفتين وصوت الغنة من الخيشوم أي تنتج الميم من عمليتين (جزء شفوي + جزء خيشومي). (شكل 43).
(شكل:44) تخرج بانضمام الشفتين إلى الأمام دون اتصالهما (والمعنى هنا الواو المتحركة وواو اللين)([1]) مع وجود فرجة يمر من خلالها الصوت مع ارتفاع أقصى اللسان قليلاً ـ احذر من عدم ضم الشفتين إلى الأمام . على المدرس أن يقارن بين مخرج الباء ـ الميم ـ الواو. عند نطق حرف الباءوالميم تنطبق الشفتان, أما حرف الواو فتنضم الشفتان دون اتصالهما أي ينفصلان في الوسط والمراد في الانفصال في الواو هو انفصالهما قليلاً أي وجود فرجة مع أنهما ينضمان ولكن لا يصل انضمامهما إلى حد الانطباق. ورتب بعض العلماء الحروف الثلاثة على هذا النسق (ب ـ م ـ و) وعللوا ذلك الترتيب بأن لكل من الشفتين طرفين ، طرف يلي داخل الفم وهو المبلل والآخر يلي البشرة وهو الجاف فالمنطبقان في الباء طرفاهما اللذان يليان داخل الفم المبلولان, والمنطبقان في الواو طرفاهما اللذان يليان البشرة مع وجود فرجة بينهما والمنطبقان في الميم وسطهما.اهـ ([2]).وانطباق الشفتين في الباء أقوى من انطباقهما في الميم وذلك بسبب اختلاف الصفات ويكون الاعتماد على المخرج في الباء أقوى من الاعتماد على المخرج في الميم وذلك بسبب جريان النفس والصوت في الميم من الخيشوم وسنوضح ذلك في باب الصفات.
المخرج الأول: بطن الشفة السفلي مع أطراف الثنايا العليا ويخرج منه حرف الفاء.المخرج الثاني: بانطباق الشفتين من الخارج يخرج منه حرف الميم وبانطباق الشفتين من الداخل يخرج حرف الباء, وبانضمام الشفتين دون اتصالهما يخرج حرف الواو.
هناك تساؤل يطرح نفسه ... هل نضع الغنة في مصاف الحروف ونعالجها من حيث المخرج أم نضعها في مصاف الصفات ونعالجها كصفة من الصفات اللازمة كما نص عليها العلماء حين قالوا الغنة صوت أغن مجهور لا عمل للسان فيه ([3]) (أي: أنها صفة). إذن لو عولجت الغنة من حيث المخرج فمخرج الخيشوم يختلف عن بقية المخارج حيث إن جميع المخارج تخرج منها حروف ومخرج الخيشوم تخرج منه صفة حرفي النون والميم (غنتهما). وإن عولجت كصفة فصفة الغنة أيضًا تختلف عن بقية الصفات لأن الغنة تخرج من مخرج والحرف الموصوف بها يخرج من مخرج آخر ([4]) .اهـ. مثلاً تخرج الميم من الشفتين, وغنتها من الخيشوم, والنون تخرج من طرف اللسان وغنتها تخرج من الخيشوم.أما بقية الصفات لا يمكن القيام بها إلا في مخرج موصوفها فهي لا تلفظ إلا في مخرج الحرف المتصف بها ([5]) لذلك سوف نعالج الغنة مخرجًا وصفة في آن واحد حتى يلم التلاميذ بكل ما يتعلق بها.
ج: الخيشوم هو أقصى الأنف المنجذب فوق سقف الفم . ( شكل 45). يدون المدرس إجابات التلاميذ على السبورة مع رسمة توضيحية للخيشوم أو تظهر صورة الخيشوم على شاشة الحاسب الآلي إن كان يستخدمه المدرس كوسيلة للإيضاح.
ج: في الخيشوم مخرج واحد وتخرج منه غنة النون والميم.
ج: الغنة صوت زائد لذيذ رنان يخرج من الخيشوم ، وقيل صوت شبيه بصوت الغزالة إذا ضاع ولدها.
ج: عرَّف القراء والمجودون الغنة بأنها صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم باقية فيهما مطلقًا.
ج: مقدارها حركتان والحركة([6]) مقدارها النطق بحرف متحرك فإذا كانت الحركة (بَ) فالحركتان (بَ بَ) وقيل([7]) مقدارها زمن قبض الأصبع وبسطه تسهيلاً للمبتدئين ولكن الأصح أن يعرف مقدارها سماعًا بالمشافهة والتطبيق أي أن لأزمنة الغنن ميزانًا مرنًا يتوقف على مراتب التلاوة إذا كانت التلاوة بطيئة كالتحقيق فالغنة أطول و إذا كانت التلاوة بالتدوير فالغنة أقصر أما إذا كانت التلاوة بالحدر فالغنة أشد قصرًا.
ج: عند إنتاج النون يقترب طرف اللسان مع منبت الأسنان العليا (2 الثنايا العليا + 2 الرباعيات + 2 الضاحك = 6 أسنان) فيغلق مجرى الهواء من الفم وينخفض الحنك اللين بما في ذلك اللهاة فيندفع الهواء ويمتد الصوت إلى الخيشوم. وكذلك الميم تنتج بانطباق الشفتين من الخارج وهما عضوا النطق فيسد طريق الهواء من الفم وينخفض الحنك اللين بما في ذلك اللهاة فيندفع الهواء ويمتد الصوت إلى الخيشوم.إذن للميم والنون مخرجان أحدهما الفم ومعتمد اللسان في النون والشفتين في الميم والآخر الخيشوم وهو مخرج غنة الميم والنون ([8]) . اهـ. س: كيف تكون الغنة صفة لازمة في النون والميم؟
جريان الهواء والصوت مع النون والميم بعد لزوم اللسان في النون وانطباق الشفتين في الميم إلى الخيشوم في جميع حالاتها سواء كانت ساكنة أو متحركة (سنوضح ذلك في باب أحكام النون الساكنة والميم الساكنة). س:كيف يختلف مخرج الخيشوم عن المخارج الأخرى؟
مخرج الخيشوم يختلف عن بقية المخارج لأن المخارج السابقة تخرج منها حروف أما مخرج الخيشوم فتخرج منه صفة حرفي النون والميم وهي الغنة .
على المدرس أن يدرب تلاميذه على كيفية أداء الغنة وينبههم على الأخطاء التي تجري فيها:
1 ـ قد يدخل الغنة تطنين وتمويج كصوت غناء بمدها وخفضها ورفعها فاحرص على أن يكون صوتك فيها مستقيمًا مستويًا دون اهتزاز أو تمويج بإعطائها زمنها المطلوب دون تطويل أو تقصير.2
ـ قد تؤدي الغنة من الفم لا من الخيشوم فيدخل تمطيط للحركة السابقة لها... فتتولد من الضمة واو مدية ، ومن الكسرة ياء مدية ، ومن الفتحة ألف مدية؛ فاحذر ذلك.
﴿إ ذا السماء انفطرت﴾ فتشبع ضمة الهمزة فتتولد منها واو مدية بعد حذف الهمزة الوصلية من كلمة ( انفطرت)، فتقترن الواو بالغنة ... فتصبح (السماء ونفطرت)، فاحذر ذلك .
﴿يا أيها الإنسان﴾ فتشبع كسرة الهمزة التي في كلمة (الإنسان) فتتولد منها ياء مدية مقترنة بالغنة فتصبح ( الإينسان) فاحذر ذلك.
﴿عنكم﴾ فتشبع فتحة العين فتتولد منها ألف مدية مقترنة بالغنة فتصبح (عانكم) فاحذر ذلك. لذلك احرص عند أداء الغنة أن تتم دائمًا في وضع سكون الشفتين لأنها تكون في النون الساكنة أو الميم الساكنة على إرجاع شفتيك بعد أداء الضمة أو الكسرة أو الفتحة التي تسبقها إلى وضعهما الطبيعي حتى لا تتأثر بهما مع الاعتماد على الخيشوم. فالغنة: صوت يخرج من الخيشوم ولا عمل للسان فيها.3 ـ قد تفخم الغنة إذا سبقها حرف مرقق وقد ترقق إذا سبقها حرف مفخم، لذلك فاحرص على أن تتبع الغنة ما يليها تفخيمًا وترقيقًا ([9]) .
صوت زائد لذيذ رنان يخرج من الخيشوم، وقيل صوت شبيه بصوت الغزالة إذا ضاع ولدها.
صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم يخرج من الخيشوم باقيا فيهما مطلقًا .
النون والتنوين، والميم.
قدّره العلماء بمقدار حركتين ولكن الأصح أنه لا يضبط ذلك إلا بالمشافهة.
عند إنتاج النون أو الميم يغلق المخرج سواء طرف اللسان مع منبت الأسنان العليا في النون ، أو الشفتين في الميم، فيغلق بذلك المجرى الهوائي من الفم وينخفض الحنك اللين بما في ذلك اللهاة فيندفع الهواء ويمتد الصوت إلى الخيشوم.
1 ـ أكمل ما تكون في النون والميم المشددتين والمدغمتين.
2 ـ تكون كاملة في المدغم إدغامًا ناقصًا.
3 ـ تكون أقل مرتبة في المخفي والمقلوب.
4 ـ تكون ناقصة في النون والميم الساكنتين المظهرتين قوة وزمنًا.
5 ـ تكون أنقص ما تكون في النون والميم المتحركتين قوة وزمنًا.