عرض صور (بواسطة الحاسب الآلي) أو جلب أشياء حقيقية مجسمة أو زجاجة مغلقة لبيان حبس الهواء والصوت فيها. تفتح الزجاجة أو العلبة فتحدث صوتًا قويًّا من شدة الضغط.
ج:سمعت صوتًا قويًّا.
ج:سمعت الصوت القوي الذي كان نتيجة حبس الهواء والصوت عند الغلق لفترة من الزمن وعند فتحها اندفع الهواء بقوة فأحدث ذلك الصوت القوي.
ج: تحركت الزجاجة واضطربت نتيجة الضغط واندفاع الهواء.
هناك حروف عند نطقها تتوافر فيها هذه الشروط ويصدر منها صوت قوي.ولكن قبل أن نتعرف على كيفية إصدار ذلك الصوت القوي في الحروف لابد أن نتعرف على كيفية أداء الحروف ساكنة ومتحركة.
ج:الحرف الساكن حتى تظهر صفاته لابد من إتمام المخرج الذي لا يحدث إلا بالتصادم بين طرفي عضو النطق.
ج:لاحظت أن الحرف المتحرك يحدث بالتباعد بين طرفي عضو النطق وهما الشفتان (مخرج الميم) حيث تكونان في حالة التصاق ثم تبتعدان ويبتعد الفكان اللذان هما مخرج الفتحة في الميم المفتوحة وعند أداء الميم المضمومة يكون بتباعد الشفتين مع ضمهما لأن انضمامها مخرج الضمة والواو، وعند أداء الميم المكسورة يكون بتباعد الشفتين مع انخفاض الفك السفلي متجهًا إلى مخرج الكسرة والياء ([1]) اهـ.
ج:شعرت بضيق في جهاز النطق مما اضطررت لانفصال الشفتين سريعًا ليخرج الهواء المحبوس.
ج: خرجت الباء الساكنة بالتباعد بين الشفتين مشبهة في ذلك الحرف المتحرك ولكن لا يصاحبها انفتاح للفم أي مخرج الفتحة أو الألف ولا انضمام للشفتين أي لا يصاحبه مخرج الضمة والواو، ولا انخفاض للفك السفلي أي مخرج الكسرة والياء.
ج: سمعت أثناء أدائي للباء الساكنة صوتًا قويًّا كما سمعت عند فتح الزجاجة المغلقة.
ج: كما انحبس الهواء والصوت في الزجاجة، الباء من الحروف التي تتصف بحبس النفس (الجهر) وحبس الصوت (الشدة)ولها أيضًا عضوا النطق: العضو الأول الشفة السفلى، والعضو الثاني الشفة العليا فعند تصادمهما وتقاربهما (كما هو الحال في الحرف الساكن) يغلق المخرج غلقًا محكمًا لأداء صفتي الجهر والشدة مما يؤدي إلى وقف المجرى الهوائي وقفًا تامًّا فيحصر الحرف في المخرج فيحدث الإطلاق انفصالاً سريعًا تفاديا للإزعاج الحاصل في جهاز النطق بسبب الهواء المحبوس فيحدث انفجار الهواء ويتبعه صوت ذو نبرة قوية وعلى أثرها يضطرب المخرج بسبب قوة الهواء المندفع ([2]) .(شكل 83)
هي إخراج الحرف المقلقل – حالة سكونه – بالتباعد بين طرفي عضو النطق دون أن تصاحبه حركة من الحركات الثلاثة
ج: سمى العلماء ذلك الصوت بالقلقلة وهي صفة لخمسة حروف وهي (قطب جد) في اللغة العربية والعرب إذا سكنتها أخرجتها بطريقة غير الطريقة التي يخرجون بها بقية الحروف الساكنة أي يخرجونها بالتباعد بين طرفي عضو النطق على الرغم أنها ساكنة مشبهة في ذلك الحروف المتحركة وأن هذه الحروف خالفت القاعدة الأصلية.
ج: القاف: لاحظت مقدار الضيق والانزعاج الذي يحصل في أقصى اللسان مع الحنك الأعلى. الطاء: لاحظت مقدار الضيق والانزعاج الذي يحصل في رأس اللسان مع أصول الثنايا العليا. الباء: الضيق والانزعاج في الشفتين. الجيم: الضيق والانزعاج في وسط اللسان مع الحنك الأعلى . (شكل 82) الدال: الضيق والانزعاج في رأس اللسان مع أصول الثنايا العليا.لو خرجت هذه الحروف الخمسة (قطب جد) بالطريقة المعتادة التي تخرج بها سائر الحروف الساكنة مثل (أمْ) لأحدثت إزعاجًا واضحًا للمخرج لذلك العرب عكسوا العملية فبدلاً من أن يخرجوها بالتصادم أخرجوها بالتباعد للتخلص من شدتها.
ج: الفرق في الأداء بين الحرف الساكن الاعتيادي وبين الساكن المقلقل وبين المتحرك: 1 ـ الساكن الاعتيادي (أمْ) يحدث بالتصادم بين طرفي عضو النطق ولا تصاحبه حركة وبالتالي لا يحدث أيضًا ضيق في جهاز النطق. 2 ـ المتحرك (مَ) يحدث بالتباعد بين طرفي عضو النطق وتصاحبه حركة. 3 ـ الساكن المقلقل (أ بْ) يحدث بالتباعد بين طرفي عضو النطق ولا تصاحبه حركة مع حصول ضيق في جهاز النطق.إذن الحرف المقلقل فيه شبه بالحرف الساكن وفيه شبه بالحرف المتحرك وفيه مخالفة للحرف الساكن ومخالفة للحرف المتحرك. (شكل: 83).
ج: 1 ـ الحرف الساكن المقلقل: لا هو كالحروف الساكنة لأنه يخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق، ولا هو بالحروف المتحركة لأنه لا يصاحبه انفتاح للفم ولا انضمام للشفتين ولا انخفاض للفك السفلي.2 ـ القلقلة: حالة بين الحركة والسكون أي أن الحرف المقلقل يشبه الحرف الساكن لأنه لا تصاحبه حركة ويخالفه في الأداء ويشبه المتحرك في الأداء ويخالفه في الحركة.
وجه المقارنة | الساكن | المقلقل | المتحرك |
---|---|---|---|
كيفية خروجه | بالتصادم | بالتباعد | بالتباعد |
يصاحب حروفه. | لا يصاحبه انفتاح للفم، ولا انضمام للشفتين، ولا انخفاض للفك السفلي. | لا يصاحبه انفتاح للفم ولا انضمام للشفتين ولا انخفاض للفك السفلي. | تصاحبه الحركة من فتح للفم وانضمام للشفتين وانخفاض للفك السفلي. |
ج: لقد لاحظ أئمتنا من العصور المبكرة ـ من أيام الخليل بن أحمد وسيبويه ـ الذين أكرمهم الله بهذا الفهم الدقيق والذوق السليم للحروف العربية أن هذه العملية ([3]) التي تحدث لبعض الحروف من حبس النفس والصوت بغلق المخرج ثم التباعد السريع بسبب الضيق الحاصل في جهاز النطق وإصدار صوت ذي نبرة قوية ليس لها اسم فأرادوا أن يضعوا لها اسمًا فألهمهم الله بتوفيق منه بهذا اللقب (القلقلة)، حيث أخذوا من تقلقلت القدر على النار، لأن العرب كانوا يضعون القدر على ثلاثة أحجار، ويضعون بين الأحجار الخشب ويشعلونه، وإذا اشتدت النار غلى الماء الذي في القدر فعند الغليان يضطرب القدر ويهتز، وتقول العرب تقلقلت القدر على النار أي اهتزت واضطربت. فلو نظرنا إلى تلك القدر وسألنا هل هذه القدر ساكنة؟ فلا نستطيع أن نقول إنها ساكنة لأنها تهتز، ولو سألنا هل هي متحركة؟ لا نستطيع أن نقول عنها متحركة لأنها لم تغير مكانها أي ما زالت في نفس المكان إذن تحركت ولكن حركة اضطرابية.وهكذا الحرف المقلقل لا هو بالساكن لأنه لم يخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق ولا هو بالمتحرك لأنه لم يصاحبه انفتاح للفم ولا انضمام للشفتين ولا انخفاض للفك السفلي.اهـ.
ج: تحدث القلقلة عند تباعد طرفي عضو النطق.
ج: مواضع القلقلة تختلف باختلاف مخارج الحروف فتظهر القلقلة في المواضع التي ينقطع عندها الصوت أي في المخرج.
القاف: تكون القلقلة في أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى.الطاء: تكون القلقلة في رأس اللسان مع أصول الثنايا العليا وهكذا قس عليه باقي الحروف.
ج: الشروط التي يجب توافرها لحدوث القلقلة هي: حبس النفس والصوت (الجهر ـ والشدة) الشدة تحصر الصوت لشدة ضغطه في المخرج حين غلقه غلقًا محكمًا والجهر يمنع جري النفس عند انفتاح المخرج فيلصق المخرج إلصاقًا تامًّا فيقوي الصوت الحادث عند انفتاح المخرج دفعة واحدة.إذن الجهر يمنع النفس أن يجري والشدة تمنع أن يجري صوتها فإذا اجتمعت هاتان الصفتان احتاجت إلى التكلف في بيانها فلذلك يحصل ما يحصل من الضغط للمتكلم عند النطق بتلك الحروف ساكنة حتى تكاد تخرج إلى شبه تحريكها ليقصد بيانها إذ لولا ذلك لما تبينت ([4]) لأنه إذا منع النفس والصوت تعذر بيانها ما لم يتكلف بإظهار أمرها على الوجه المذكور.
ج: قلقلت العرب هذه الحروف (قطب جد) للتخلص من شدتها.
ج: شعرت بعد غلق مخرج القاف بضيق في جهاز النطق لأن الهواء المحبوس خلف مخرج القاف يريد أن يخرج ولا يجد له طريقًا.
ج: لم أشعر بالضيق في السين الساكنة لأن الصوت والهواء يجريان بسبب انفراج المخرج. إذن ينحصر الضيق والإزعاج في جهاز النطق في القاف حال سكونها وسبب ذلك انغلاق المخرج وإقفاله إقفالاً محكمًا يحجز خلفه كمية من الهواء تشكل إزعاجًا للناطق، ولابد من التخلص من شدتها بالتباعد السريع الذي يؤدي إلى القلقلة.ولا ينحصر الضيق والإزعاج في جهاز النطق في السين حال سكونها وسبب ذلك انفتاح المخرج وانفراجه بحيث يسمح بجري النفس والصوت بحيث لا يشكل إزعاجًا للناطق ولا حاجة له بالتباعد السريع لعدم اتصاف السين بالشدة.
ج: حروف (قطب جد) ضغطت في مواضعها وحصرت أصواتها فإذا وقفت عليها خرجت معها من الفم نبرة قوية بسبب حبس النفس والصوت، ثم إطلاقهما بسبب تباعد طرفي عضو النطق بعد الحبس فترة من الزمن للتخلص من شدتها. أما حروف (فحثه شخص س) المهموسة الرخوة تقف عليها مع النفخ لأنها تخرج مع النفس وتنساب معه فهي أصوات قابلة للتمطيط والمد، بسبب جريان النفس والصوت بها، فكما أن القلقلة أوضح في حالة الساكن الموقوف عليه، فالنفخ أيضًا أوضح في الحروف المهموسة الرخوة في حالة الساكن الموقوف عليه ([5]) . لماذا قلقلت العرب حروف (قطب جد) حال سكونها ولم تقلقلها في حال الحركة: الفتحة والضمة والكسرة؟لتعلم الإجابة على ذلك السؤال... انطق الباء بحالاتها الأربع ساكنة (أبْ) متحركة بالفتح (بَ) وبالضم (بُ) وبالكسر (بِ).
عند أدائي الباء الساكنة (أبْ) لاحظت انقفال مخرج الباء بتصادم بين طرفي عضو النطق (أي بانطباق الشفتين من الداخل) وحدوث ضيق في جهاز النطق لأن الهواء المحبوس خلف مخرج الباء يريد أن يخرج ولا يجد أمامه طريقًا مما أدى إلى الانفصال السريع للتخلص من شدتها. أما عند الباء المتحركة سواء المفتوحة أو المضمومة أو المكسورة (بَ بُ بِ) لم أشعر بالضيق الذي شعرت به في الساكنة لأن المخرج كان مغلقًا وانفتح بفتح الشفتين أو ضم الشفتين أو بخفض الفك السفلي. إذن ينحصر الضيق والإزعاج الشديدان في جهاز النطق في الباء الساكنة أكثر، وسبب ذلك انغلاق المخرج وإقفاله، ولا ينحصر الضيق والإزعاج بصورة شديدة في جهاز النطق في الباء المتحركة بسبب غلق المخرج ثم فتحه.. إذن الحركة تضعف الصفة ولكن لا تخفيها أو تزيلها. فالقلقلة تكون أوضح في الساكن كما هي باقي الصفات ولكن هذا لا يعني أن حروف (قطب جد) المتحركة لا تتصف بالقلقلة ولكن لا تظهر بصورة واضحة كما في الساكن.ليبين المدرس لتلاميذه مراتب القلقلة يجري هذه التجربة .
انطق القاف في كلمة (يقْتل) والقاف في كلمة (خلاقْ) والدال في كلمة (أحدْ) والدال في (لم يلدْ ولم) وصلاً احكم بينهما من حيث وضوح القلقلة واذكر السبب. القافان في كلمتي (يقتل وخلاق) ساكنتان ولكن القلقلة أوضح في القاف من كلمة (خلاق) عن القاف في كلمة (يقتل)، والقلقلة أوضح في كلمة (أحدْ) عن الدال في كلمة (لم يلدْ ولم) وصلاً.ذلك لأن القاف في (خلاق) آخر الكلمة الموقوف عليها والقاف في يقتل في وسط الكلمة، أي في حالة الوصل وكذلك الدال في (لم يلدْ ولم) آخر الكلمة ولكنها في حالة الدرج.
ج: لأن الإنسان عندما يقف وينهي كلامه يكون مرتاحًا فيخرج الحرف أوضح من لو كان الحرف ضمن الكلام أو الكلمة الواحدة. لذلك تكون القلقلة في آخر حرف في الكلمة أوضح من القلقلة التي ضمن الكلام. قلقلة القاف تظهر واضحة جلية في (خلاق) وكذلك الدال في (أحدْ) لأن القاف في (يقْتل) يكون بعدها حرف التاء فالفم يتهيأ بالتاء التي بعد القاف. وكذلك بعد الدال من كلمة (لم يلدْ ولم) حرف الواو فالفم يتهيأ للنطق بالواو التي بعد الدال لذلك تكون القلقلة أقل وضوحًا في وسط الكلمة أو في آخر الكلمة وصلاً عن القلقلة التي تكون آخر الكلمة وقفًا لذلك قسم العلماء القلقلة إلى مرتبتين ([6]): 1 ـ أوضح ما تكون القلقلة إذا كان حرف القلقلة موقوفًا عليه وتسمى بالقلقلة الكبرى.2 ـ إذا كان حرف القلقلة في وسط الكلمة أو الكلام، أي غير موقوف عليه فيكون مقلقلاً ولكن أقل وضوحًا من لو كان موقوفًا عليه وتسمى القلقلة الصغرى.
تكون القلقلة صغرى إذا كان حرف القلقلة في وسط الكلام على الرغم أنها متطرفه في الكلمة مثل (لم يلدْ ولم) (فانصبْ وإلى) (قدْ أفلح) لو وقفنا عليها مثل (لم يلدْ) (فانصبْ) (قدْ) لتحولت إلى قلقلة كبرى.إذن وصلاً تكون القلقلة صغرى حتى وإن كانت حروف القلقلة متطرفة، وأما وقفًا فتكون القلقلة كبرى ([7]) .
ج: الطاء أقوى الحروف قلقلة لأنها تتصف بخمس صفات قوية وهي الجهر ـ الشدة ـ الاستعلاء ـ الإطباق ـ القلقلة. وأوسطها القاف لأنها تتصف بأربع صفات قوية وهي الجهر ـ الشدة ـ الاستعلاء ـ القلقلة وصفة واحدة ضعيفة وهي الانفتاح.وأدناها الباء والدال والجيم تتصف بخمس صفات ثلاث صفات قوية وهي الجهر ـ الشدة ـ القلقلة وصفتان ضعيفتان وهما الاستفال والانفتاح.
ج: لا تقلقل حروف القلقلة إذا شددت ([8]) وأدغمت تذهب عنها صفة القلقلة وصلاً. هناك من يجعل للقلقلة ثلاث مراتب:أكبر: للمشدد الموقوف عليه، وكبرى: للموقوف عليه المخفف، ثم الصغرى: للحرف الموصول الذي في وسط الكلمة أو الكلام ([9]) .اهـ.
هذا يتنافى مع القول الذي يقول لا قلقلة لحروف (قطب جد) حال إدغامها وتشديدها لأن الحرف المشدد كالحرف المخفف فالمشدد يقلقل فيه الحرف الثاني وليس الأول لأن الأول مدغم ولا قلقلة فيه وهو يخرج بالتصادم كبقية الحروف الساكنة ([10]) .
ج: فائدتها أنها تخلصنا من شدتها بالقلقلة. هناك حروف شديدة أخرى كالهمزة والتاء والكاف لماذا لم نتخلص من شدتها بالقلقلة على الرغم من وجود الضيق والإزعاج بها؟ انطق الهمزة (أءْ) واذكر ما شعرت به؟شعرت أيضًا بالضيق في جهاز النطق.
عدم قلقلة الهمزة على الرغم من اتصفاها بصفتي الجهر والشدة وانحصارها في مخرجها. أرجع بعض العلماء على أن الهمزة كالتهوع والسعلة فجرت عادة العرب على إخراجها بلطافة ورفق وعدم الكلفة ([11]) حتى لا تشتبه بهما وخروجها برفق وعدم الكلفة يفقدها نوعًا من شدتها ولذلك كانت للعرب طرائق للتخلص من شدتها، فتارة كانوا يبدلونها فيقولون (يومنون) بدلاً من (يؤمنون) وتارة يسهلونها فيقولون أأنذرتهم بتسهيل الهمزة بين بين بدلاً من (تحقيقها) وتارة يحذفونها فيقولون مستهزون بدلاً من مستهزءون.تلك الطرق العديدة في التخلص من الهمزة في لغة العرب أغنت عن قلقلتها لذا لم يقلقل العرب الهمزة ولم يصل القرآن إلينا بهمزة مقلقلة ولا تصح قلقلتها.
شعرت بالضيق في بداية نطقهما بعد غلق المخرج وأداء الشدة. للتخلص من الشعور بالضيق لابد من أداء الهمس فجريان النفس بعد حبس الصوت يخلص الناطق من الضيق، لذلك فصفة الهمس قامت مقام القلقلة في (قطب جد) لذلك قال العلماء ـ رحمهم الله ـ: الشدة والهمس في الكاف والتاء في زمنين متتاليين خلف بعضهما مباشرة وليس في زمن واحد، فيستحيل على الإنسان أن يأتي بانحباس الصوت وجريان النفس في الزمن نفسه، فعند غلق المخرج يؤدي إلى انحباس الصوت (الشدة) ثم فتح المخرج يؤدي إلى جريان النفس (الهمس) إذن الهمس في الكاف والتاء أغنى عن قلقلة هذين الحرفين ([12]).حروف (قطب جد) تخلصت من شدتها بالقلقلة، الكاف والتاء تخلصتا من شدتهما بالهمس، والهمزة تخلصت من شدتها بإخراجها بلطافة ورفق وعدم تكلف في ضغط مخرجها، وكذا لما يدخلها من التخفيف سواء بالنقل والحذف والتسهيل والإبدال إلى غير ذلك من الطرق التي كانت تفعلها العرب.
يدون المدرس ما يستنتجه التلاميذ على السبورة ليكون بمثابة تلخيص يسجله التلاميذ في كراساتهم الخاصة بذلك.
الاضطراب والتحريك وقلقل الشيء بالعامية: حَرَّكَهُ.وفي الصحاح قلقلهُ قلقلةً وقلقالاً فتقلقل: أي حركه فتحرك واضطرب .
(عند علماء التجويد) هو إخراج حروف القلقلة حال سكونها بالتباعد بين طرفي عضو النطق حتى يؤدي إلى حدوث صوت زائد بعد ضغط المخرج وحصول الحرف فيه بسبب ذلك الضغط، ويضطرب مخرج الحرف والصوت دون أن يصاحبه انفتاح للفم أو انضمام للشفتين أو انخفاض للفك السفلي. فالمخرج قد تحرك بسبب انفصال دفعي بعد التصاق محكم، أما الصوت القوي (النبرة القوية) فقد حدث بسبب تحريك واضطراب المخرج ([14]) اهـ.حروفها: خمسه أحرف مجموعة في قولك (قطب جد) كما قال ابن الجزري في المقدمة: ..... (قلقلة قطب جد) وهي (ق ـ ط ـ ب ـ ج ـ د).
سكون الحرف واجتماع صفتي الجهر والشدة.
عند نطق حروفها ساكنة يغلق المخرج غلقًا محكمًا لأداء صفتي الجهر والشدة، مما يؤدي إلى وقف المجري الهوائي وقفًا تامًّا (لانغلاق الوترين الصوتيين أو تقاربهما) فيحصر الحرف في موضعه، ثم يأتي دور الإطلاق والتباعد والانفصال بين طرفي عضو النطق انفصالاً سريعًا تفاديا للإزعاج الحاصل في جهاز النطق بسبب الهواء المحبوس، ويبتعد الوتران الصوتيان بقوة، ويهتزان اهترازًا شديدًا فيحدث انفجار للهواء ويتبعه صوت ذو نبرة قوية وعلى أثرها يضطرب المخرج، ويتحرك بسبب قوة الهواء المندفع.
تخرج حروف القلقلة بالتباعد بين طرفي عضو النطق مخالفة في ذلك الطريقة المعتادة في إخراج الحروف الساكنة التي تكون بالتصادم، ومخالفة أيضًا الطريقة المعتادة في إخراج الحروف المتحركة لأنه لا يصاحبها فتح ولا ضم ولا كسر للشفتين.
الحرف | الساكن | المقلقل | المتحرك |
---|---|---|---|
كيفية خروجه | بالتصادم | بالتباعد | بالتباعد |
يصاحب حروفه | لا يصاحبه انفتاح للفك ولا انضمام للشفتين ولا انخفاض للفك السفلي | لا يصاحبه انفتاح للفك ولا انضمام للشفتين ولا انخفاض للفك السفلي | تصاحبه الحركة من فتح للفم وانضمام للشفتين وانخفاض للفك السفلي |
1 ـ قلقلة كبرى: عند الوقف على الحرف المقلقل سواء كان مخففًا أو مشددًا مثل (الفلق) (حقَّ) (محيطْ) (كسبْ) (وتبَّ) (بهيجْ) (الحجّ) (أحدْ) (أشدَّ). 2 ـ قلقلة صغرى: إذا كان الحرف المقلقل وسط الكلمة أو الكلام نحو (يقْضي) (يطْعم) (يبصرون) (يجْعلونها) (يدْخلون) (لم يلدْ ولم). ـ أقوى الحروف قلقلة الطاء لقوة صفاتها وأوسطها القاف وأدناها الجيم والدال والباء.ـ لا تقلقل حروف (قطب جد) حال إدغامها وتشديدها وصلاً.
(القلقلة مهملة في اللهجات العامية لذلك فاحذر من الخطأ فيها). 1 ـ احرص على إظهار القلقلة بالجهر البالغ فلا تكتفي بإسماع نفسك فمن اكتفى بإسماع نفسه ولم يسمع الجهر إلا نفسه لأن أدنى الجهر إسماع غيره لا إسماع نفسه فمن أسمع القلقلة نفسه فقط (قلقلة ضعيفة) لا يقال إنه أتى بالقلقلة إنما يقال إنه ترك القلقلة فهو لحن وإن كان خفيا ([15]).اهـ. 2 ـ احذر من خلط صوت الحرف المقلقل بحركة من الحركات الثلاث بأن ينقلب إلى حركة كاملة، أو يميل إلى جزء الحركة وجزء الحركة معروف عند القراء بالاختلاص والروم، وهذا لا يصح مثلاً في كلمة (إبراهيم) حتى لا تميل قلقلة الباء إلى حركة الكسرة تأثرًا بالهمزة المكسورة التي تسبقها أو إلى الفتحة التي بعدها على الراء أو إلى الضمة التي تسبق القاف في كلمة (عُقْباها) أو إلى الفتحة التي تسبقها في (تَقْواها) ولتفادي ذلك عند نطقك للكسرة مثلاً تقوم بخفض الفك السفلي لانخفاض الصوت فيجب بعد الانتهاء من أداء الكسرة إرجاع الشفتين إلى وضعهما الطبيعي لأداء الساكن مثل (إبراهيم) أما الضمة عند أدائها تضم الشفتين ضمًّا في العين من (عُقباها) فيجب بعد الانتهاء من أداء الضمة إرجاع الشفتين إلى وضعهما الطبيعي لأداء الساكن المقلقل، وكذلك الفتحة عند أدائها يفتح الفم فتحًا أفقيا إذا كان الحرف الذي يسبق الحرف المقلقل مرققًا ويفتح الفم فتحًا رأسيا إذا كان الحرف الذي يسبقه مفخمًا، ثم إرجاع الشفتين إلى وضعهما الطبيعي لأداء الساكن المقلقل. فالحرف المقلقل لا تصاحبه حركة ولا فتح للفم ولا انضمام للشفتين ولا انخفاض للفك السفلي حتى لا تتأثر القلقلة بما قبلها أو بعدها من الحركات. 3 ـ احذر من ختم صوت المقلقل الموقوف عليه بهمزة مثل (الفلق) وهذا لا يصلح لأنه زيادة حرف في كتاب الله. 4 ـ احذر من مط صوت القلقلة وكأنك تفتعلها وخصوصًا في القراءة البطيئة فلا يجوز التطويل لأن الحروف المقلقلة حروف شديدة وزمنها أقصر من زمن الحروف الرخوة والمتوسطة. 5 ـ إذا كان حرف القلقلة قبل الحرف الأخير في كلمة موقوف عليها مثل (القدرْ) الدال مقلقلة والراء ساكنة غير مقلقلة يجب الحذر من أن يميل سكون الدال إلى الكسر. 6 ـ عند الوقف على نحو (العهد) يراعى سكون الهاء قبل الدال المقلقلة.7 ـ عند اجتماع حرفين مقلقلين وقفًا مثل (العبْدْ) عليك بقلقلة الباء والدال واحذر من قلقلة إحداهما وترك الأخرى أو أن يميل سكون الباء إلى الكسر.