يجري المدرس مع تلاميذه بعض التجارب ليتوصل إلى حقيقة النفس في الحروف.
ج: مادة الحرف النفس والصوت.
ج: أشعر بالهواء في السين ولا أشعر بالهواء في الجيم.
هذه التجربة تؤكد لنا ما توصل إليه علماؤنا ـ رحمهم الله وجزاهم عنا خيرًا ـ أمثال سيبويه والخليل بن أحمد وأبي الأسود الدؤلي[3] . أن الحروف لو تأملناها من حيث جريان النفس أو عدم جريانه عند النطق بها نجد أنها ليست على درجة واحدة فبعض الحروف يتدفق معها الهواء وبعضها لا يتدفق معها الهواء. لذلك قسم العلماء الحروف إلى مجموعتين:
1 ـ مجموعة يجري معها الهواء.
2 ـ مجموعة لا يجري معها الهواء.
(على المدرس أن يجري عدة تجارب مع تلاميذه ليتوصلوا معه إلى هاتين المجموعتين).1 ـ انطق حروف الهجاء وضع يدك أمام فمك واذكر الحروف التي يجري معها الهواء، والحروف التي ينحبس عنها الهواء. (يقسم المدرس السبورة إلى خانتين فيدون الحروف التي يستنتجها التلاميذ من حيث جريان النفس وعدمه أولاً بأول على السبورة).
(أ) | (ب) |
---|---|
جريان النفس | حبس النفس |
ف ح ـ ث ـ هـ ـ ش ـ خ ـ ص ـ س ـ ك ـ ت .................... | ء ـ ج ـ د ـ ق ـ ط ـ ب ـ ل ـ ن ـ ع ـ م ـ ر ـ ي ـ غ ـ ز ـ و ـ ذ ـ (ألف) ـ ض ـ ظ |
ج: عدد حروف الهجاء تسعة وعشرون حرفًا.
ج: الحروف التي يجري معها النفس عشرة وهي مجموعة في قول (سكت فحثه شخص) فغير نظام الجملة ليتناسب مع الشعر فجعلوها (فحثه شخص سكت) أي حرَّضه على الكلام. والحروف التي ينحبس فيها النفس تسعة عشر حرفًا، وهي مجموعة في قول (أجد قطب لن عمر يغزو ذا ضظ) [4] . ليتوصل التلاميذ إلى الفرق بين الحروف المهموسة والحروف المجهورة يجري المدرس معهم هذه التجارب. ـ انطق الحروف التي ينحبس فيها النفس وضع إصبعك في أذنك أو على جبينك أ جْ ـ أ ذْ ـ أ غْ ـ اذكر ما شعرت به.أشعر بالرنين في أذني وعلى جبيني.
أ شْ ـ أ سْ ـ أ فْ
ج: لم أشعر بذلك الرنين الذي شعرت به في الحروف التي ينحبس فيها النفس. ـ انطق الحروف التي يجري معها النفس ورددها مع جري النفس أ سْ ـ أ صْ ـ أ فْ.ـ كرر التجربة مع الحروف التي ينحبس معها النفس أ جْ ـ أ ق ـ أ زْ ـ أ ءْ.
ج: لاحظت عدم جري النفس مع الحروف المجهورة، وكأنها تخرج أصواتها من الصدر، وسهولة جريه في الحروف المهموسة كأنها تخرج من مخرجها.
ج: عند نطقي للحروف التي ينحبس معها النفس شعرت باضطراب واهتزاز وشعرت بقوة صوت الحرف، وعند نطقي للحروف التي يجري معها النفس لم أشعر بذلك الاضطراب والاهتزاز وشعرت بضعف صوت الحرف. لتعليل ذلك الاضطراب والاهتزاز وقوة الصوت وضعفه (يعرض المدرس صورة لبابين أمام تيار هوائي أحدهما مغلق والآخر مفتوح).انظر إلى الباب المغلق أمام التيار الهوائي وانظر إلى الباب المفتوح أمام التيار الهوائي أيهما يصدر صوتًا أقوى وأوضح (شكل 61).
عند اصطدام التيار الهوائي بالباب المغلق أدى إلى اهتزاز واضطراب وبالتالي أدى إلى حدوث صوت قوي وواضح وجلي لاعتراض شيء الهواء بينما الباب المفتوح يمر منه الهواء ولا يحدث إلا صوتًا خفيفًا مهموسًا ضعيفًا وغير واضح لعدم وجود ما يعترض الهواء. ـ إذن أيهما أقوى الصوت الذي يجري معه النفس الكثير ولا يعترضه شيء أم الصوت الذي لا يجري معه النفس الكثير ويعترضه شيء. ـ الصوت الذي لا يجري معه الهواء الكثير ويعترضه شيء أقوى من الصوت الذي يجري معه الهواء الكثير ولا يعترضه شيء.
ـ إذن الحروف التي ينحبس معها النفس عند نطقها أقوى من الحروف التي يجري معها النفس[5] ـ علل ذلك. ـ الكيفيات التي تحدث للحروف التي يجري معها النفس حين نطقها تكون فتحة المزمار منفرجة كما هو الحال في النفس الطبيعي فإن الوترين الصوتيين يبتعدان عن بعضهما البعض حيث يجد الهواء الخارج مجرى له دون أية معوقات ويظل الوتران الصوتيان صامتين وبذلك تصدر الأصوات التي تعرف بالمهموسة.
إذن الصوت المهموس هو الذي لا يتذبذب الوتران الصوتيان حال النطق به (شكل 62).
أما في حالة النطق بالحروف التي ينحبس معها النفس فإن فتحة المزمار التي بين الوترين الصوتيين تكون مغلقة تمامًا وفي حالة انطباق وتماس كامل بحيث لا يتمكن الهواء الرئوي من المرور فيحدث نتيجة ذلك الضغط الهوائي الصاعد من الرئتين ذبذبات واهتزازات وينتج عن ذلك الأصوات التي تسمى أصواتًا مجهورة[6] اهـ. (شكل 63).
إذن الصوت المجهور هو الذي يتذبذب الوتران الصوتيان حال النطق به[7] إذن تتوقف قوة وضعف الصوت على العارض الذي يعترض الهواء وكلما كان الاعتراض شديدًا كان الصوت أقوى ولذلك يسمى الحرف الذي ينحبس فيه النفس بالصوت المجهور المعلن والحرف الذي يجري معه النفس بالصوت المهموس أي الصوت الخفي.
الخفاء في السمع نتيجة انفتاح الوتريين الصوتيين وعدم اهتزازهما وجريان كثير لهواء النفس
الوضوح في السمع نتيجة تضام الوتريين الصوتيين و اهتزازهما وانحباس كثير لهواء النفس
اعلم أن صوت الحرف وإن كان مجهورًا (حبس النفس أي الجهر) فهو لا يتحقق بدون النفس لأن حقيقة الصوت هي النفس المسموع[8] .وإن كان مهموسًا فلا ينفك عنه الصوت لأن الحرف هو أصلاً الصوت الذي يعتمد على موضع معين.
ج: الحرف الذي ينحبس معه النفس لا يجري معه النفس حال نطقه لأن جريان النفس وحبسه صفتان متضادتان متقابلتان [9] .لذلك فالحروف العربية إما أن تتصف بهذه الصفة جريان النفس أو بحبس النفس ولا يمكن أن يتصف الحرف بصفة وضدها.
يدونه المدرس على السبورة ليكون بمثابة تلخيص للدرس يسجله التلاميذ في كراساتهم الخاصة.
هو الخفاء، قال الله تعالى في القرآن الكريم عن يوم القيامة: ?وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إلاَّ هَمْسًا? [طه:108]. وهمسًا أي صوتًا خفيًّا هو: صوت مشي الأقدام إلى المحشر.
أي عند علماء التجويد هو الخفاء في السمع نتيجة انفتاح الوترين الصوتيين وعدم اهتزازهما وجريان كثير لهواء النفس عند النطق بحروفه لضعف الاعتماد على المخرج. ويخرج الحرف ضعيفًا لضعف انحصاره في المخرج. حروفه: هي عشرة جمعها الإمام الجزري في قوله: مهموسها فحثه شخص سكت [10] . أي (ف ـ ح ـ ث ـ هـ ـ ش ـ خ ـ ص ـ س ـ ك ـ ت) .
سمي جريان النفس بالهمس وسميت الحروف التي يجري معها النفس بالحروف المهموسة وذلك لضعف اعتمادها على مخرجها حتى أنها لم تقو على منع النفس من الجريان معها [11] اهـ.
هو الإعلان أي رفع الصوت كما قال الله تعالى:?وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا? [الإسراء:110].
هو الوضوح في السمع نتيجة تضام الوترين الصوتيين واهتزازهما وانحباس كثير لهواء النفس عند النطق بحروفه لقوة الاعتماد على المخرج.
وهي تسعة عشر حرفًا المتبقية بعد حروف الهمس وهي: أجد قطب ـ لن عمر ـ يغزو ذا ضظ .
سمي حبس النفس بالجهر وسميت الحروف التي ينحبس معها النفس بالحروف المجهورة لقوتها في نفسها وقوة اهتزاز الوترين الصوتيين مما جعلها تخرج بصوت قوي شديد يمنع النفس من الجري معها عند النطق بهااهـ. الحروف العربية إما أن تتصف بصفة الهمس أو بصفة الجهر فلا يمكن أن يتصف الحرف بصفة وضدها.فالهمس والجهر صفتان متضادتان متقابلتان. وصفة الجهر أقوى من صفة الهمس ولذلك فالحروف المجهورة أقوى من الحروف المهموسة لاعتراض معوق أمام جريان النفس والحروف المهموسة أضعف من الحروف المجهورة لعدم وجود معوقات أمام جريان النفس. ويستنتج التلاميذ الفرق بين الحروف المهموسة والحروف المجهورة. نتيجة ما يتوصل إليه التلاميذ في التفريق بين الحروف المهموسة والمجهورة كالتالي:
الحروف المهموسة: | الحروف الجهرية: |
---|---|
* فحثه شخص سكت | * (أجد قطب لن عمر يغزو ذا ضظ) |
* عند النطق بها تشعر بالهواء جاريا معها لتجافي الوترين الصوتيين وانفتاح فتحة المزمار دون أن يقابله اعتراض، ويظل الوتران صامتين أي لا يتذبذبان. | * عند النطق بها لا تشعر بالهواء جاريا معها وذلك لاقتراب الوترين الصوتيين بشكل يسمح للهواء المندفع خلالهما بأن يفتحهما ويغلقهما بانتظام وسرعة فائقة، فيؤدي ذلك إلى ذبذبات واهتزازات للوترين الصوتيين، وقد ينطبق الوتران الصوتيان انطباقًا تامًّا فلا يسمحان للهواء بالمرور إلى الفراغ الحلقي مدة انطباقهما، وعندما ينفرج الوتران بعد مدة من انطباقهما يسمع صوت شديد نتيجة اندفاع الهواء الذي كان مضغوطًا. |
* حروف أضعفت الاعتماد في موضعها حتى يجري النفس معها فضعف الصوت بضعف الاعتماد إذا نطقت أ سْ ترى الاعتماد فيها ضعيفًا. | * حروف أشبعت الاعتماد في موضعها ومنع النفس حتى يجري معها حتى ينقضي الاعتماد عليه فقوة الصوت لقوة الاعتماد إذا نطقت أزْ تجد الاعتماد عليه قويًّا. |
* حروف إذا أخفيتها وكررتها أمكنك ذلك مثلاً أسْ | * حروف إذا أخفيتها وكررتها لا يمكنك ذلك مثل أزْ |
* حروفها أقل وضوحًا في السمع. | * حروفها أكثر وضوحًا في السمع. |
* حروفها تحتاج إلى كمية من هواء النفس أكثر من الحروف الجهرية مثل اهْـ | * حروفها تحتاج إلى كمية من هواء النفس أقل من الحروف المهموسة مثل أءْ. |
* يمتد الصوت المهموس فتشعر بوضوح بحاجة إلى النفس القوي مثل أهْـ | * لا يمتد الصوت المجهور لذلك لا تشعر بحاجةٍ إلى النفس القوي أءْ. |
* حروف ضعيفة لعدم تذبذب الوترين الصوتيين. | * حروف قوية بسبب تذبذب الوترين الصوتيين. |